
تعريف علم النفس التربوي
تعريف علم النفس التربوي

التأسيس والفهم في البحث الاجتماعي
تهدف هذه المحاضرة الافتتاحية لتقريب الطالب من أبجديات منهجية البحث العملي في علم الاجتماع في شقها الابستمولوجي ، أي تمكين الطالب من تحقيق فهم اللحظة المعرفية لموضوع دراسته انطلاقا من القواعد التي تمكنه من إحداث القطيعة مع الأحكام المسبقة وتسليحه بالروح العلمية حتى يكون مستعد ذهنيا للبحث وفق الأسلوب العلمي المنهجي الهادف للفهم والتحليل والتفسير.
أساسيات البناء المنهجي للدراسة
على الباحث أو الطالب الذي هو بصدد إعداد مذكرة ماستر في علم الاجتماع أن يمتلك الحد الأدنى من الحس المعرفي الابستمولوجي والاستعداد الذهني للبحث ، كما يجب عليه أن يحقق خاصية الفهم من خلال العناصر الآتية:
- طبيعة موضوع الدراسة: هنا نقصد. هل الموضوع جديد أم تم تناوله مسبقا؟، وهل الموضوع يتطلب دراسة كمية أو كيفية ؟ استكشافية أو وصفية أو تفسيرية؟ بالإضافة إلى متغيرات الموضوع من حيث شساعتها وضيقها......على الباحث أن يفهم طبيعة موضوعه وأن يتوفر لديه الحد الأدنى من القلق المعرفي.
- التحديد الدقيق للمشكلة: مشكلة الدراسة هي القلق المعرفي حيال الموضوع أو استشعار الباحث لوجود فراغ أو انحراف يجب معالجته علميا .
فهم الباحث لموضوعه يسهل عليه تحديد مشكلة الدراسة وحصر زوايا الفراغ فيها وتبقى مجرد تصور في ذهن الباحث وهو ليس بحاجة لكتابتها في تقرير بحثه. - سؤال الانطلاق: يمثل سؤال الانطلاق سعي الباحث لمساءلة الواقع علميا من خلال ترجمة مشكلته على شكل سؤال يحدد له المسار الذي يسلكه في بحثه، ويشترط أن يكون دقيقا وموضوعيا ويهدف لدراسة المشكلة علميا.
- الاستكشاف: يعتبر الاستكشاف مرحلة في غاية الأهمية للباحث حيث يساعده على تدقيق مشكلة البحث والوصول إلى مرحلة التفتح الذهني والتي تتشكل انطلاقا من الرصيد المعرفي الذي يستقيه من القراءات والجولة الاستطلاعية ، ويساعد الاستكشاف في تجنب الباحث للانطلاقة الخاطئة أو الذاتية في الدراسة ، كما يمكنه من بناء باقي مراحل البحث
يشمل الاستكشاف عادة الاطلاع على الدراسات السابقة وكل ما له صله بموضوع الدراسة من كتب ومقالات ووثائق...الخ ، بالإضافة إلى الجولة الميدانية والتي تتضمن المقابلات الاستكشافية والملاحظات والاحتكاك بميدان الدراسة. -
إن البحث السوسيولوجي عبارة عن نسيج مترابط ومتكامل يمثل مجموعة مراحل وإجراءات يعبر عنها بالبروتوكول المنهجي، وهذا البروتوكو يشرع فيه الباحث بعد تحقيق خاصية الفهم التي تحدثنا عنها سابقا ،فالبحث السوسيولوجي ليس مجرد أفكار وتقارير فوضوية يجمعها الباحث من هنا وهناك ، وهذا البروتوكول المنهجي يعتبر دليلا لدى الباحث ، دليل من حيث المسار الذي يسلكه(من أين نبدأ وأين ننتهي) ودليل من حيث الإجراءات (ماذا نفعل) ، هذا ما سنحاول نحن تسميته بالرحلة المنهجية في البحث السوسيولوجي ، ولتكن نقطة الإنطلاق هي اختيار موضوع البحث على أمل الوصول إلى نقطة النهاية وهي نتائج البحث ، وطوال الرحلة هناك محطات تزود نتعرف من خلالها على إجراءات وآليات البحث.

بناء الاطار المنهجي للدراسة
يهدف هذا الدرس لتدريب الطالب على كيفية التسلح المعرفي وتحقيق الاستعداد الذهني ، والروح العلمية الهادفة لبناء منهجية الدراسة ، وذلك بالاعتماد على فهم االلحظة المعرفية والقواعد الابستمولوجية لمنهجية البحث في علم الاجتماع والتي تساعده على الانطلاقة الصحيحة في بحثه وتجنب فخ الوقوع في الأخطاء والأحكام المسبقة.
الدرس الأول : بناء الإطار المنهجي للدراسة
أولا : أساسيات البناء المنهجي للدراسة
على الباحث أو الطالب الذي هو بصدد إعداد مذكرة ماستر في علم الاجتماع أن يمتلك الحد الأدنى من الحس المعرفي الابستمولوجي والاستعداد الذهني للبحث ، كما يجب عليه أن يحقق خاصية الفهم من خلال العناصر الآتية:
- طبيعة موضوع الدراسة: هنا نقصد. هل الموضوع جديد أم تم تناوله مسبقا؟، وهل الموضوع يتطلب دراسة كمية أو كيفية ؟ استكشافية أو وصفية أو تفسيرية؟ بالإضافة إلى متغيرات الموضوع من حيث شساعتها وضيقها......على الباحث أن يفهم طبيعة موضوعه وأن يتوفر لديه الحد الأدنى من القلق المعرفي.
- التحديد الدقيق للمشكلة: مشكلة الدراسة هي القلق المعرفي حيال الموضوع أو استشعار الباحث لوجود فراغ أو انحراف يجب معالجته علميا .
فهم الباحث لموضوعه يسهل عليه تحديد مشكلة الدراسة وحصر زوايا الفراغ فيها وتبقى مجرد تصور في ذهن الباحث وهو ليس بحاجة لكتابتها في تقرير بحثه. - سؤال الانطلاق: يمثل سؤال الانطلاق سعي الباحث لمساءلة الواقع علميا من خلال ترجمة مشكلته على شكل سؤال يحدد له المسار الذي يسلكه في بحثه، ويشترط أن يكون دقيقا وموضوعيا ويهدف لدراسة المشكلة علميا.
- الاستكشاف: يعتبر الاستكشاف مرحلة في غاية الأهمية للباحث حيث يساعده على تدقيق مشكلة البحث والوصول إلى مرحلة التفتح الذهني والتي تتشكل انطلاقا من الرصيد المعرفي الذي يستقيه من القراءات والجولة الاستطلاعية ، ويساعد الاستكشاف في تجنب الباحث للانطلاقة الخاطئة أو الذاتية في الدراسة ، كما يمكنه من بناء باقي مراحل البحث
يشمل الاستكشاف عادة الاطلاع على الدراسات السابقة وكل ما له صله بموضوع الدراسة من كتب ومقالات ووثائق...الخ ، بالإضافة إلى الجولة الميدانية والتي تتضمن المقابلات الاستكشافية والملاحظات والاحتكاك بميدان الدراسة.
ثانيا : القطع والبناء (صياغة الإشكالية وبناء أنموذج التفسير)
هنا يقوم الباحث بتوظيف الرصيد المعرفي الذي اكتسبه من الاستكشاف ويقوم بصياغة مشكلة الدراسة في قالب علمي بعيدا عن الأحكام المسبقة والقيمية في نص يسمى الإشكالية ، بالإضافة إلى صياغة الفرضيات وتحديد مفاهيم الدراسة.
* صياغة إشكالية الدراسة: وتشمل العناصر الآتية:
- عبارة عن نص يعبر فيه الباحث عن مشكلة دراسته بطريقة علمية.
- تدقيق لمشكلة البحث.
- بلورة سؤال الانطلاق إلى أسئلة أكثر دقة وخصوصية.
- المساءلة العلمية لطبيعة العلاقة بين متغيرات الدراسة.
- الانتقال من العام إلى الخاص إلى الأخص.
* بناء الفرضية: وذلك باحترام القواعد المنهجية الآتية:
- التعبير عن العلاقة بين المتغيرات في جملة واضحة.
- التنبؤ بطبيعة العلاقة بين متغيرات الدراسة.
- إجابة مؤقتة عن تساؤلات الإشكالية.
- إمكانية التحقق الميداني.
* التحليل المفهومي: ويتضمن تفكيك المفاهيم إلى مكوناتها الأساسية كما يلي :
- تحديد المفاهيم التي يتم استخراجها من الفرضية نظريا.
- تفكيك كل مفهوم إلى مكوناته (الأبعاد).
- استخراج المؤشرات الملموسة لكل مكون أو بعد بحيث تكون قابلة للملاحظة أو القياس.
- التحديد الإجرائي للمفهوم انطلاقا من مؤشراته الملموسة.

مدخل عام لنظرية التنظيم
يتناول هذا الدرس الافتتاحي لمحة عامة عن نظرية التنظيم بدءا بالمجال المعرفي العام ، بالاضافة إلى السياق.التاريخيلكل نظرية ، والتراكم المعرفي في حقل نظرية التنظيم .
الدرس الافتتاحي : مدخل عام لنظرية التنظيم.
ّنتناول من خلال سلسلة المحاضرات هذه التطور المعرفي الخطي لنظرية التنظيمات والتي تشكل في النهاية نموذج متراكم لنسق معرفي يفسر بنية المنظمات والعوامل المتحكمة في سلوكها. ولا شك أنها محصلة الجهود البحثية النظرية والإمبريقية لمجوعة من العلماء في حقول معرفية مختلفة خاصة في علم النفس والاجتماع، والإدارة وغيرها من التخصصات الأخرى.
لقد ظلت نظرية التنظيم تحاول تفسير البناءات التنظيمية من وجهة نظر تقنية ميكانيكية بحتة في البداية ثم أخذت الصبغة السوسيولوجية مع أعمال بارسونز وغيره من علماء الاجتماع في أواسط القرن الماضي فيما يعرف بالمداخل السوسيولوجية في دراسة التنظيم، والتي سوف نركز عليها في محور خاص ضمن سلسلة هذه المحاضرات إلى جانب المداخل الإدارية الكلاسيكية والحديثة.
وعموما يمكن تقسيم النظريات التي اعتنت بدراسة التنظيم إلى مدارس كلاسيكية والتي عرفت بنظريات (التنظيم الرسمي)، ومدارس نيوكلاسيكية وعرفت بنظريات (التنظيم غير الرسمي)،لأنها جاءت على أنقاض أزمة المدرسة الكلاسيكية كالتايلورية، والتنظيم البيروقراطي، والفايولية، وتمثلت نظريات التنظيم الغير رسمي في كل من العلاقات الإنسانية، والنظريات السلوكية، في حين مثلت مدرسة النظم نظرية شاملة لمحاولة تحليل التنظيمات من حيث البنية والأداء وعلاقتها التفاعلية بالبيئة الخارجية متجاوزة بذلك النظريات الكلاسيكية والنيوكلاسيكية ، ومع مطلع أربعينيات القرن الماضي تطورت نظرية التنظيم وأصبحت تركز على دراستها من جميع الجوانب وتعتبرها كيانات اجتماعية قبل أن تكون اقتصادية ،وبالتالي ارتكزت جهود علماء الاجتماع في نظريات التنظيم الحديثة على دراسة البناءات التنظيمية والفعل الاجتماعي في التنظيم وما يرتبط به من متغيرات كالسلطة والتنظيمين الرسمي والغير رسمي والصراع والتعاون والتكامل ونسق القيم ...الخ ، وقد تكفلت نظرية التحليل الاستراتيجي" لميشال كروزيه" بتحليل ودراسة مختلف جوانب الفعل الاجتماعي في التنظيم ، كما انشغل رواد البنائية الوظيفية المعاصرة بدراسة التنظيم كبينة اجتماعية لها وظيفة ومدى ارتباط سلوك الفاعلين بهذه البنية ،كما بحثت البنائية الوظيفية عن آليات تحقيق التكامل والاستقرار في النسق التنظيمي من خلال آليات الضبط وشرعية نسق القيم (تالكوت بارسونز). من جهة أخرى تمثلت الاتجاهات النظرية الحديثة في نظرية النسق الاجتماعي الفني المستلهمة من النظرية البنائية الوظيفية، والنظرية النسقية (النظم)، كما ظهرت نظرية الإدارة اليابانية (J) ونظرية الإدارة الأمريكية (A)، وكذا نظرية الإدارة اليابانية المعدلة على البيئة الأمريكية (Z).
إن جميع النظريات السوسيولوجية البنائية ،والتأويلية ، والتشكيلية ، بالإضافة إلى النظريات الإدارية الحديثة تعتبر التنظيم مجال اهتمام لأن التنظيمات هي كيانات اجتماعية هادفة وترتبط في كيانها وديناميكيتها بالسلوك البشري ومختلف العمليات الاجتماعية التي تقع في المجتمع كالصراع والتنافس والتفاعل والاتصال وتقسيم العمل ...الخ ، وبالتالي فالتنظيم ككيان اجتماعي معقد لا يمكن فهمه من منطلق تفسيرات اتجاه نظري واحد وإنما بالتحليل المتعدد المقاربات.
تشكل هذه المدارس والنظريات الحقل المعرفي في علم اجتماع التنظيم والإدارة، وهو تراث علمي ساهم في تكوين الفكر الإداري والتنظيمي وفق تراكمات زمانية ، والمفاهيم المستعملة في مجال الإدارة والتنظيم هي ثمرة جهود المنظرين ، وقد عرفت حركة التنظير في حقل التنظيمات عدة مراحل يمكن تلخيصها حسب السياق التاريخي كالآتي:
1- من 1900-1930: تميز التنظيم بالطابع المغلق ، يسعى للعقلانية والنجاعة الإنتاجية،حيث غابت النظرة الإنسانية للفرد العامل ،مع اعتبار المنظمة تنظيما رسميا بحتا(النظرية البيروقراطية ، الإدارة العلمية،الفايولية).
2- من 1930-1960: بدأ الإهتمام بالعلاقات الإنسانية والجوانب السلوكية في التنظيم، كما تم إعطاء اهتمام للتنظيم غير الرسمي، رغم أن المنظمات بقيت في المجال المغلق(مدرسة العلاقات الإنسانية والنظريات السلوكية).
3- 1960-1975: وهي مرحلة انفتاح التنظيمات على البيئة الخارجية، مع ضرورة الدمج بين الموارد المادية والبشرية لتحقيق الأهداف وفق أساليب عقلانية والتخطيط التنظيمي.
4- 1975- إلى اليوم:اعتبار التنظيمات أنساقا ثقافية مع التركيز على علاقة التنظيمات بالبيئة الخارجية، ودور النقابات العمالية، والمصالح السياسية ، والقيم والثقافة التنظيمية ... والإستراتيجية....إلخ.

احصاء استدلالي
المحاضرة الأولى:
تم التطرق في هذه المحاضرة إلى أبجديات علم الاحصاء، وكذا مجالات استخدامه، وعلاقته بباقي العلوم.
كما تطرقنا كذلك إلى أنواع الاحصاء ومراحل الحصول على البيانات جاهزة للاستخدام.
ثم تم توضيح بعض المفاهيم الاحصائية التي يمكن للطالب أن يصادفها من خلال معالجته للبيانات: كالمتغيرات، العينات، الوحدة الاحصائية، المجتمع الاحصائي، المجموعة الشاملة، الاحصائيات...الخ.
ولاستغلال الوقت المتبقي من المحاضرة، عرجنا على أنواع البيانات بالتفصيل والتدقيق، بغية تعريف الطالب بأهمية هذا الدرس.
البيانات الكيفية بنوعيها، والبيانات الكمية بنوعيها كذلك.
بعض المراجع التي يمكن للطلبة الاعتماد عليها:
1- عبد الكريم بوحفص، الاحصاء المطبق في العلوم الاجتماعية والانسانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2011.
2- محمد بوعلاق، الموجه في الاحصاء الوصفي والاستدلالي، في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية، دار الامل للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 2009.

